الأحد، 17 سبتمبر 2017

فرجة ″هوبي‟ عند قبائل «ذوي منيع» بتافيلالت/الصديق الصادقي العماري

فرجة ″هوبي‟ عند قبائل «ذوي منيع» بتافيلالت

الصديق الصادقي العماري

باحث في المسرح وفنون الفرجة

...................'' الجسد-الإنسان''مقتطف من ص 2014.................
يعد الجسد في رقصة هوبي علامة وحاملا للعلامات، إذ أنه رمز من رموز التعبير الطاغية على طول الرقصة، إذ من خلال الحركات والإشارات و الهمسات و الإيماءات، التي يقوم بها الراقصون، والتي تعبر عن الأجواء العاطفية بمختلف أشكالها، تساعد الجمهور على الفهم والتفسير والتأويل. فالجسد يستطيع أن يقول ما لم تستطع الكلمة قوله، حيث من خلال الرقص يتم تشكيل صورة بصرية متكاملة، تجمع بين الكلمة والرمز، في توافق تام مع مكونات الفضاء بكل زينته و أشكاله و ألوانه و إضاءته.
إن هذه الوساطة الفنية الملتبسة التي يقدمها الجسد من خلال الرقص، هي التي تشخص قيمة الفرجة. فالجسد مرحلة عبور وتلاق، إذ عبر جسد الراقص/ة يتألم الجمهور وينتشي، يتمدد وينكمش…ثم يعبر عبر التصفيف -في لحظة بوح عفوية، شعورية أولا شعورية- ليعبر عن لحظة الاندماج الكلي مع المشهد. وهذه هي لحظة تحقق المتعة. لكل الأجساد تأويلاتها وتمثلاتها للعبة الظهور والاختفاء، لكل فرد زاوية ووجهة نظره، الشيء الذي يجعل التحليل التأويلي للرموز صعبا لا يقبل المنهج الواحد نظرا لاستشكال العلاقة بين الجسد واللغة: [حركة/كلام، إيماءة، إشارة – غناء/رقص، ضحك/بكاء....].
فكل حركة أو إشارة يقوم بها الراقص أو الراقصة لها معنى ودلالة، تعبر عن رسالة معينة، وتثير انتباه المتلقي، مما يفتح أمامه سبل وطرق للتحليل والتفسير والتأويل، والذي يختلف من شخص إلى أخر، حسب درجة الفهم والتعاطي مع الموضوع، وبالتالي نجد درجة التعاطي مع الرقصة تختلف من شخص لأخر، من حيث ردود الأفعال إما بالضحك أو التصفيق أو السكون، وربما بالزغاريد و الرقص الموازي في جنبات المكان. فلغة الجسد في رقصة هوبي لها من الأساليب الجمالية والتعبيرية مما تجعلك ان تستغني عن استخدام اللغة الحوارية بحيث تستطيع ان تفهم المعلومات والافكار ومن دون التركيز مع اللغة المنطوقة.
.......................................
المصدر: الصديق الصادقي العماري، فرجة ″هوبي‟ عند قبائل «ذوي منيع» بتافيلالت، ص 214، مشاركة في كتاب:درعة تافيلالت فنون الفرجة، الأنماط الثقافية والمجتمع، أعمال ندوة الملتقى الأول لفنون الفرجة بجهة درعة تافيلالت، كتاب مشترك، الجرف-الرشيدية مارس2017.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق